الموقع الرسمي للشاعر محمد الحسيني
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الموقع الرسمي للشاعر محمد الحسيني

هذا الموقع يتعلق بالشاعر محمد الحسيني الناصري
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 أسماء وألقاب الزهراء عليها السلام

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
مدير الموقع




المساهمات : 30
تاريخ التسجيل : 31/08/2011
العمر : 36
الموقع : http://www.4shared.com/audio/3YCmbPif/_____2.html

أسماء وألقاب الزهراء عليها السلام Empty
مُساهمةموضوع: أسماء وألقاب الزهراء عليها السلام   أسماء وألقاب الزهراء عليها السلام Emptyالأربعاء أغسطس 31, 2011 9:16 pm

أسماء وألقاب الزهراء

ألقاب بنت المصطفى كثيرة * نظمت منها نبذة يسيرة سيدة إنسية حوراء * نورية حانية عذراء كريمة رحيمة شهيدة * عفيفة قانعة رشيدة شريفة حبيبة محترمة * صابرة سليمة مكرمة صفية عالمة عليمة * معصومة مغصوبة مظلومة ميمونة منصورة محتشمة * جميلة جليلة معظمة حاملة البلوى بغير شكوى * حليفة العبادة والتقوى حبيبة الله وبنت الصفوة * ركن الهدى وآية النبوة شفيعة العصاة أم الخيرة * تفاحة الجنة والمطهرة سيدة النساء بنت المصطفى * صفوة ربها وموطن الهدى قرة عين المصطفى وبضعته * مهجة قلبه كذا بقيته حكيمة فهيمة عقيلة * محزونة مكروبة عليلة عابدة زاهدة قوامة * باكية صابرة صوامة عطوفة رؤوفة حنانة * البرة الشفيقة الأنانة والدة السبطين دوحة النبي * نور سماوي وزوجة الوصي بدر تمام غرة غراء * روح أبيها درة بيضاء واسطة قلادة الوجود * درة بحر الشرف والجود ولية الله وسر الله * أمينة الوحي وعين الله مكينة في عالم السماء * جمال الآباء شرف الأبناء درة بحر العلم والكمال * جوهرة العزة والجلال قطب رحى المفاخر السنية * مجموعة المآثر العلية مشكاة نور الله والزجاجة * كعبة الآمال لأهل الحاجة ليلة قدر ليلة مباركة * ابنة من صلت به الملائكة قرار قلب أمها المعظمة * عالية المحل سر العظمة مكسورة الضلع رضيضة الصدر * مغصوبة الحق خفية القبر.
أم أبيها عن الإمام الباقر أنه قال إن فاطمة كانت تكنى : أم أبيها نقف مع هذا الحديث لكي نستلهم منه المعاني الرائعة والجميلة التي تضمنها بين طياته ، فكلمة أم أبيها كلمة عذبة أفضل ما تفوهت به حنجرة رسول الله عندما قال مرحبا بأم أبيها ، فهذه الكلمة رغم أنها صغيرة ولكنها في نفس الوقت كبيرة مملوءة بالحب والأمل والعطف وكل ما في القلب البشري من الرقة والعذوبة ، لذا نرى لا بد من تسليط الأضواء على هذه الكلمة لكي نستخلص روائع الفكر من هذا الحديث الشريف الذي قلده رسول الله لابنته فاطمة فجعل جيدها يشع نورا لمن أراد أن يستضئ من نور معرفته .

ولقد ورد في صحاح اللغة العربية أن معنى كلمة أم هو الأصل كما هو معروف في لسان القرآن الكريم حيث عبر عن مكة المكرمة * ( أم القرى ) * أي أصل القرى في الجزيرة العربية ، ومنها انطلقت روح الحياة لكي تغذي القرى ومن حولها وتقوم برعايتها ، وذلك لما لها من مكان وموقع جغرافي في قلب الجزيرة العربية مما جعلها قطب الرحى لبقية القرى . .

وعلى هذا الأساس نفهم معنى هذا الحديث " أم أبيها " حيث نستطيع تفسير بأن فاطمة كانت مصدر ذرية رسول الله ومنبع نسله وهذا ينطبق ويتماشى مع تفسير الكوثر الذي هو مصدر ذرية رسول الله . أقول : إن في التأمل في حياة فاطمة واستقراء حياتها في ظل رعاية أبيها رسول الله نجد عدة معاني وتفاسير تجعل هذا الحديث وهذه الكلمة أم أبيها كنظرية ولها تطبيقات عديدة في حياة الصديقة الطاهرة وعلى هذا الأساس نرى الوقوف مع هذا الحديث مما يزيدنا معرفة في فاطمة ويجعلنا نتقرب من الأسرار التي كانت تحيط بحياتها الشخصية وإليك بعض التفاسير والمعاني الرائعة لهذه الكلمة : * إن التدقيق في حياة الرسول مع ابنته فاطمة يجعلنا نفهم معنى أم أبيها حيث أن الزهراء كانت تقوم بمداراة أبيها رسول الله ورعايته أفضل ما تكون المراعاة بالنسبة لأم لولدها وفي قبال ذلك كان الرسول يحترمها كما يحترم الولد أمه ، وهذا نجده جليا وواضحا في سيرته الشريفة وعلاقته بالبضعة الطاهرة حيث كان الرسول ينادي بالزهراء عندما تقبل عليه : مرحبا بأم أبيها ، ويقدم لها ضروب الاحترام وألوان التعظيم ، حتى وصل الأمر إلى أن يقوم لها إجلالا وتعظيما ويأخذ يدها ويقبلها ثم يجلسها إلى جانبه ويقبل عليها بكليته ، وكان إذا يقبلها يقول : أشم منها رائحة الجنة .

إن رسالة نبينا محمد لا بد لها من امتداد يمثلها في كافة جوانبها ويعطيها التفسير الصحيح ، وهذا لم نجده إلا من خلال الامتداد الطبيعي للرسول المتمثل في ذريته من فاطمة ، لذا كان الرسول يقول : " حسين مني وأنا من حسين ، أحب الله من أحب حسينا " أي إن الحسين ابني وامتدادي الطبيعي فهو قرة عيني وثمرة فؤادي وفي نفس الوقت أنا من حسين ، وعليه فإن هذا الحديث يحدد المفهوم الذي أراده من هذا الحديث أي بدقة متكاملة وبتمعن نرى أن هذا الأمر يعني استمرار الرسالة السماوية وإحياء معالم الدين والعقيدة إنما هو بوجود الحسين وذرية فاطمة من الأئمة المعصومين ، لذلك قيل إن الدين الإسلامي محمدي الوجود حسيني البقاء وهذا ما نراه في التضحية التي قدمها الحسين يوم عاشوراء حيث أرخص الغالي والنفيس لإحياء شجرة الرسالة المحمدية في كل جوانبها فغذاها بدمه ودم عيالاته من الأطفال والشباب والشيوخ والنساء حتى الطفل الرضيع .

وعلى هذا الأساس يكون معنى أم أبيها إن استمرار الإسلام وبقاء رسالة السماء وحفظ القرآن الكريم وعقائده مناهجه إنما يكون بواسطة فاطمة الزهراء ومن خلال ذريتها ، وهذا ما كان يراه الرسول في فاطمة من خلال تطلعه إلى آفاق المستقبل الذي سيكون لولد فاطمة فكان يكرمها ويحترمها ويقول لها مرحبا بأم أبيها .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مدير الموقع




المساهمات : 30
تاريخ التسجيل : 31/08/2011
العمر : 36
الموقع : http://www.4shared.com/audio/3YCmbPif/_____2.html

أسماء وألقاب الزهراء عليها السلام Empty
مُساهمةموضوع: فلسفة أسماء فاطمة الزهراء    أسماء وألقاب الزهراء عليها السلام Emptyالأربعاء أغسطس 31, 2011 9:18 pm

فلسفة أسماء فاطمة الزهراء

عن يونس بن ظبيان قال : قال أبو عبد الله : لفاطمة عليها السلام تسعة أسماء عند الله عز وجل : فاطمة والصديقة والمباركة والطاهرة والزكية والراضية والمرضية والمحدثة والزهراء .
من الأمور المهمة التي أخذت جانبا وحيزا واضحا في الشريعة الإسلامية وأكد عليها الرسول الأعظم محمد والأئمة : من خلال أحاديثهم المباركة مسألة تسمية المولود باسم مبارك يدل على معنى لائق وجميل وحسب ما ترتضيه النفس المؤمنة ويميل إليه الوجدان الإنساني ذلك لأن الاسم الذي يمنحه الأب أو الأم للمولود يكون ذو أثر كبير ومهم في النفس الإنسانية حيث أثبتت البحوث العلمية المتأخرة التي قام بها علماء النفس والاجتماع أن للاسم أثرا بالغا على منشأ تصرفات وسلوك الأفراد الذين يحملون ذلك الاسم ، وإن كانت هذه المسألة تتفاوت في مدى تأثيرها على السلوك الفردي للإنسان من فرد إلى آخر إلا أنه في النتيجة النهائية يترك بعض الآثار المعينة الواضحة البرهان لذلك المعنى الذي يحمله الاسم ، على أن هذه الأمور الواضحة تدرك بأدنى تأمل لدى الإنسان الواعي الفطن الذي يدرك الكثير من الحقائق المعنوية قبل أن تطرق ذهنه وسمعه . وعلى هذا الأساس نجد أن هناك تمايزا واضحا في الأسماء التي تطرح وتعطى لأي فرد ، حيث نجد أن الكثير من الأسماء التي حملها بعض الأفراد وإن كانت ذات مغزى لطيف وأصيل وحسن إلا أنه المسمى بها غير منزه بل أنه مثلا يدل على خلاف اسمه ، وهذا بخلاف ما نجده في بعض الأسماء التي تحمل معنى قبيح وصاحبها ذو أصالة وأخلاق حسنة وأفعال جميلة .

وهكذا نجد من خلال استقراء سيرة التاريخ في هذا المجال أن هناك الكثير من الأسماء اللامعة والتي يشير إليها المسلمون بالبنان مثل عبد الملك وهارون الرشيد والمتوكل على الله والواثق بالله أن بينهم وبين أسماءهم وألقابهم البون الشاسع ، فأسماءهم تدل على أنهم عاشوا في ملكوت التوكل والرشد والتقوى والوثوق بالله والاعتصام به بينما السيرة الذاتية لحياتهم وشخصياتهم تدل على خلاف ذلك ، فمثلا لو طالعنا حياة هارون الرشيد ذلك الخليفة العباسي وكيف تصرف برعونة وحماقة مع الأحرار والسادة العلويين من ذرية رسول الله ، وخصوصا وخاصة إجرامه بحق الإمام موسى بن جعفر نجد أن هذا الأمر واضح وبصورة جلية ، ولنعم ما قال الشاعر الكبير أبو فراس الحمداني في رائعته التي يقول فيها : الدين مخترم والحق مهتضم * وفي آل رسول الله مقتسم إلى أن يقول . . . ليس الرشيد كموسى في القياس ولا * مأمونكم كالرضا إن أنصف الحكم إذا تلوا آية غنى خطيبكم * قف بالديار التي لم يعفها القدم بينما إذا نظرنا إلى أهل بيت النبوة نجد أن أسماءهم تدل على المعاني العالية المنال وفي نفس الوقت نرى أن السيرة الذاتية لحياتهم ومواقفهم وتصرفاتهم ذات دلالة واضحة على أسماءهم وألقابهم . فحين نقرأ سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نجد كل ألقابه وكناه منطلقة من صفاته الأصيلة الثابتة في أعماقه وفي جذوره المشرقة المضيئة بنور الله تعالى فهو الإمام العابد الزاهد الصادق القائد إمام المتقين وقائد الغر المحجلين ، وهكذا في الحسن المجتبى والحسين الشهيد والساجد والباقر عليهم السلام أجمعين .

ومن هذا المنطلق نرى أن الرسول وأهل بيته قد أكدوا ومن خلال الكثير من الروايات على ضرورة تسمية المولود بخير الأسماء وأفضلها وذلك لما يتركه الاسم من البصمات الواضحة والآثار الجميلة على طبيعة تصرف الفرد وعلى ضوء ذلك المعنى الذي يحمله الاسم ، ولذلك جاءت الأحاديث لتؤكد على هذه المسألة وللفلسفة الرائعة لها ، حيث ورد الاستحباب المؤكد على ضرورة تسمية المولود بأحسن الأسماء حيث روي عن الإمام جعفر بن محمد الصادق ( عليه السلام ) أنه قال : " لا يولد لنا ولد إلا سميناه محمد فإذا مضى لنا سبعة أيام فإن شئنا غيرنا وإن شئنا تركنا " .

وقد أكد الرسول على هذه التسمية بقوله : " من ولد له أربعة أولاد ولم يسم أحدهم باسمي فقد جفاني " .

وكان الديدن العام لأئمة أهل البيت على هذا الأمر والاهتمام به كل الاهتمام فهم كانوا يحثوا المسلمين على تسمية أبناءهم وبناتهم بالأسماء التالية ( عبد الرحمن - وباقي أسماء العبودية - محمد ، أحمد ، علي ، حسن ، حسين ، جعفر ، طالب ، فاطمة ) .

وجاء التأكيد على هذه الأسماء من خلال عدة روايات أثبتت هذه المسألة المهمة كل ذلك لأجل تحصين الطفل من السخرية والاستهزاء من قبل الآخرين في حالة تسميته بأسماء ورد فيها الكراهة مثل الحكم ، خالد ، مالك ، حارث ، ولئلا تكون سببا للشعور بالنقص كما هو الحال في الأسماء المستهجنة . وبعد هذه المقدمة المهمة في مضمونها نصل إلى موضوع البحث الذي نريد الدخول فيه وهو أسماء فاطمة الزهراء وفلسفتها ، فإن اسمها من الباري عز وجل وهو الواضع لهذه المعصومة الشهيدة اسمها وكما سيتبين من خلال البحث ، وهنا في هذا المقام ينقدح لدينا عدة أسئلة مهمة مرتبطة بصميم بحث أسماءها ألا وهي :

- لماذا الباري عز وجل وضع الأسماء لفاطمة الزهراء ؟

- وما فلسفة أسماءها ؟

- وماهية المعاني لها ؟

ولم التأكيد من قبل الله تعالى على أهمية أسماء الزهراء ؟

كل هذه الأسئلة لا بد لنا من التوقف عندها والإلمام بمعرفتها من خلال مراجعة أحاديث أهل البيت واستظهارها وكيفية بيان معاني أسماء فاطمة الزهراء .

أما كون أسماءها من الله تعالى وهو الذي سماها بفاطمة فيوجد في هذا المضار أحاديث كثيرة تبين هذه المنقبة لفاطمة ، فلقد ورد عن رسول الله أنه قال لفاطمة : " شق الله لك يا فاطمة اسما من أسمائه ، فهو الفاطر وأنت فاطمة " . وجاء في حديث عن يونس بن ظبيان قال : قال أبو عبد الله : " لفاطمة تسعة أسماء عند الله عز وجل : فاطمة والصديقة والمباركة والطاهرة والزكية والراضية والمرضية والمحدثة والزهراء " .

وفي حديث آخر قال أبو الحسن : " . . . فلما ولدت فاطمة سماها الله تبارك وتعالى فاطمة " .

فيتبين من خلال هذه الأحاديث وأحاديث أخرى أغفلنا عن ذكرها لئلا يطول المقام بها إن أكثر أسماء فاطمة الزهراء هي من وضع الله تعالى وهو الذي سماها بهذه الأسماء المباركة ، ففي رواية يثبت الإمام أن للزهراء اسم واحد سماها به الله تعالى وفي رواية أخرى يثبت معصوم آخر أن للزهراء تسعة أسماء عند الله تبارك وتعالى ، كل ذلك نتيجة المقام السامي لفاطمة الزهراء عند الله تعالى ، وربما يوحي هذا الكلام أن هناك تعارض في عدد أسماء الزهراء ولكن بأدنى تأمل للروايات يظهر لنا أن هذا ناشئ من طبيعة حال السائل . وعلى هذا الأساس انقدح في ذهننا الأسئلة المتقدمة الذكر وهو لماذا الباري عز وجل هو الذي سمى فاطمة بهذه الأسماء ؟ وما هي فلسفتها ؟ وما هي المناسبة بين ذات الزهراء وأسماءها التي أعطاها الله تبارك إياها ؟ وعليه كل الأسئلة المتقدمة سوف نجيب عليها من خلال هذا البحث بإجماله . فنقول : إنما وضع الله أسماء فاطمة الزهراء منه لتكون علامة لشئ ما ، وهذا الشئ سوف يتضح لنا من خلال الأبحاث القادمة ، وربما تسأل أيها القارئ العزيز كيف يكون الاسم علامة للمسمى والمفهوم من العلامة هو الوسم والذي يظهر هذا من خلال مراجعة أفراد اللغة العربية ؟ والجواب على ذلك : أن بين الأسماء والمعاني الموضوع لها مناسبة ذاتية ، والواضع عندما يضع الاسم المعين للمسمى المعين يكون عالما بالمناسبة وقادرا عليها ولوجود الحكمة والإتقان في وضع الأسماء لتلك المعاني ، ومن هنا كان الواضع لأسماء فاطمة الزهراء هو الله تعالى وذلك لوجود المناسبة والحكمة في ذات الزهراء ، وكذلك اقتضت حكمة الباري عز وجل أن تكون العلامة فيها مناسبة لها وهي ذات الزهراء في مادتها وصورتها حيث كانت دلالة فاطمة الزهراء ذاتية ومرتبطة ارتباطا وثيقا مع اسمها فكان التعبير من الله تعالى أدق في التعريف لذات الزهراء وأظهر في تمييز ذاتها عن بقية الذوات .

فالله سبحانه وتعالى لم يهمل الحكمة ولم يظلمها ولم يضعها في غير ما جعلها مقتضية لها فمن شاء أن يطلعه على علل الأشياء وأسبابها علمه ذلك بتفهيمه أو بوضع القرائن له والأمارات على ذلك وكما فعل ذلك مع أهل البيت حيث هو الذي وضع أسماءهم وهذا ما نجده من خلال المأثور الروائي لأهل البيت ، فالله تبارك وتعالى يحب أن تكون أسماء أهل البيت منه تعالى وكما قال الله تعالى : * ( لا يسئل عما يفعل وهم يسئلون ) * .

وأما إن قال شخص ما إن الواضع لأسماء فاطمة هو غير الله تعالى وبغض النظر عن الرواية الواردة في المقام والشواهد والقرائن الأخرى ؟ فالجواب عليه : أنه لو قلنا بأن الواضع غير الله تعالى لم يكن هناك محذور في أن الألفاظ بينها وبين المعاني مناسبة ذاتية لأن الوضع لا يمكن إلا ممن له قوة المعرفة التي تنقص عن المعرفة بالمناسبة واعتبارها ، ويدل على هذا إنا وجدنا في اللغة واشتقاق الألفاظ بعضها من بعض ونظمها على ما يوافق الحكمة ما يبصر العقول مع ما عرفنا من قصورنا عن أكثر أسرارها ولا يكون ذلك إلا ممن يقدر على المناسبة ويعرف كمال حسنها وشرفها على عدمها وإذا كان قادرا على العلم بها وعلى معرفتها بأنها أكمل وأدل على المطلوب وأوفق بالحكمة كان العدول عن ذلك نقصا في الكمال وعدولا إلى الإهمال عن الحكمة لأن الأسماء في الحقيقة صفات المسميات فلو لم يكن بين الصفة وموصوفها مناسبة ذاتية ومطابقة حقيقة لكانت صفة فاطمة الزهراء التي تطلب بها تمييزها تصلح أن تكون لغيرها وإذا صلحت لغيرها كان تميزها بها مما يزيد في الالتباس وعدم المعرفة . وعلى كل حال فإن البحث في هذا المقام لطويل وشائك فالذي نريد القول به والنتيجة التي نريد استعراضها وإظهارها هو أن الواضع هو الله تبارك وتعالى لأسماء فاطمة الزهراء ، وإنما وضعها لتكون العلامات المميزات والصفات المعينات لفاطمة الزهراء ، ولكي يتبين معرفة الحال في المقام أكثر نقول : إن المراد من هذه الأسماء الأعم من اللفظية والمعنوية لأن العلامة والتمييز يحصل بكل منهما ، والحاصل أن أسماءها التي أشير إليها في الرواية المتقدمة الذكر سواء كانت من الأسماء الصفاتية أو اللفظية فإنها مشتقة من أسمائه تعالى يعني اشتقها سبحانه وتعالى من أسمائه وهذا معنى ما روي عن علي بن الحسين حيث قال : حدثني أبي عن أبيه عن رسول الله إلى أن قال : " قال الله يا آدم هذه أشباح أفضل خلائقي وبرياتي هذا محمد وأنا الحميد المحمود في فعالي شققت له اسما من اسمي وهذا علي وأنا العلي العظيم شققت له اسما من اسمي وهذه فاطمة وأنا فاطر السماوات والأرض فاطم أعدائي من رحمتي يوم فصل قضائي وفاطم أوليائي عما يعرهم ويشينهم شققت لها اسما من اسمي . . . " .

وهذا يعني أنها فيض وجودها ونورها من فيض نور الله تبارك وتعالى ونسبتها إلى الله تعالى من حيث وجودها ومبدأ نورها وصفاتها وبأبسط تأمل لهذا الحديث يظهر أنه سبحانه وتعالى يريد بالاسم ما هو أعم من اللفظ ولو أراد خصوص اللفظ فقط يعني اسم فاطمة لما قال تعالى وهذه فاطمة وأنا فاطر السماوات والأرض ولو أراد خصوص المعنى لما علقه بالألفاظ ولكنه تعالى يريد الأسماء المعنوية والأسماء اللفظية وهو المفهوم من أحاديثهم الكثيرة وكما سيتبين لنا من خلال إظهار معاني أسماء فاطمة فافهم تغنم .

معاني أسماء فاطمة الزهراء عن يونس بن ظبيان قال : قال أبو عبد الله لفاطمة تسعة أسماء عند الله عز وجل : فاطمة والصديقة والمباركة والطاهرة والزكية والراضية والمرضية والمحدثة والزهراء .

على ضوء هذا الحديث سوف يكون كلامنا حول أسماء فاطمة الزهراء حيث نأخذ كل اسم من أسماءها وحسب تسلسله ووروده في الحديث المبارك ومن خلال ذلك نقف مع أقوال أهل البيت في ذلك وبيان أقوال العلماء في هذه الأسماء المباركة .

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مدير الموقع




المساهمات : 30
تاريخ التسجيل : 31/08/2011
العمر : 36
الموقع : http://www.4shared.com/audio/3YCmbPif/_____2.html

أسماء وألقاب الزهراء عليها السلام Empty
مُساهمةموضوع: فلسفة اسم فاطمة    أسماء وألقاب الزهراء عليها السلام Emptyالأربعاء أغسطس 31, 2011 9:19 pm

فلسفة اسم فاطمة

فاطمة إن الظاهر من خلال استقراء أحاديث أهل بيت العصمة أن أول اسم سميت به بضعة الرسول هو فاطمة ، وهذا على القطع اليقيني ثابت ولا يعتريه الشك ولا الشبهة ولذا ورد في كثير من أحاديث أهل البيت التأكيد على هذا الاسم وإكرامه وإعطائه الهيبة اللائق به حيث كان لاسم فاطمة وقع كبير في نفوس ومحبي أهل البيت وخصوصا في نفوس أهل البيت وكان له المنزلة العظمى كما يظهر من الروايات والأخبار الصحيحة المسندة .
فلقد روي عن فضالة بن أيوب ، عن السكوني قال : دخلت على أبي عبد الله وأنا مغموم مكروب ، فقال لي : يا سكوني ما غمك ؟ فقلت : ولدت لي ابنة ، فقال : يا سكوني على الأرض ثقلها ، وعلى الله رزقها ، تعيش في غير أجلك وتأكل من غير رزقك ، فسري والله عني ، فقال : ما سميتها ؟ قلت : فاطمة . قال : آه آه آه ثم وضع يده على جبهته - إلى أن قال - ثم قال : أما إذا سميتها فاطمة فلا تسبها ولا تلعنها ولا تضربها .

وعن بشار المكاري قال : دخلت على أبي عبد الله بالكوفة وقد قدم له طبق طبرزد وهو يأكل ، فقال : يا بشار أدن فكل . فقلت : هناك الله وجعلني فداك ، قد أخذتني الغيرة من شئ رأيته في طريق ! أوجع قلبي وبلغ مني ، فقال لي : بحقي لما دنوت فأكلت . قال : فدنوت فأكلت ، فقال لي : حديثك ، قلت : رأيت جلوازا يضرب رأس امرأة ويسوقها إلى الحبس وهي تنادي بأعلى صوتها : " المستغاث بالله ورسوله " ولا يغيثها أحد . قال : ولم فعل بها ذلك ؟ قال : سمعت الناس يقولون إنها عثرت فقالت : " لعن الله ظالميك يا فاطمة " فارتكب منها ما ارتكب . قال : فقطع الأكل ولم يزل يبكي حتى ابتل منديله ولحيته وصدره بالدموع . ثم قال : يا بشار ، قم بنا إلى مسجد السهلة فندعوا الله عز وجل ونسأله خلاص هذه المرأة . قال : ووجه بعض الشيعة إلى باب السلطان وتقدم إليه بأن لا يبرح إلى أن يأتيه رسوله ، فإن حدث بالمرأة حدث صار إلينا حيث كنا . قال : فصرنا إلى مسجد السهلة ، وصلى كل واحد منا ركعتين ، ثم رفع الصادق يده إلى السماء وقال : أنت الله - إلى آخر الدعاء - قال : فخر ساجدا لا أسمع منه إلا النفس ثم رفع رأسه فقال : قم فقد أطلقت المرأة . قال : فخرجنا جميعا ، فبينما نحن في بعض الطريق إذ لحق بنا الرجل الذي وجهناه إلى باب السلطان ، فقال له : ما الخبر ؟ قال : قد أطلق عنها ، قال : كيف كان إخراجها ؟ قال : لا أدري ولكنني كنت واقفا على باب السلطان ، إذ خرج حاجب فدعاها وقال لها : ما الذي تكلمت ؟ قالت : عثرت فقلت " لعن الله ظالميك يا فاطمة " ، ففعل بي ما فعل . قال : فأخرج مائتي درهم وقال : خذي هذه واجعلي الأمير في حل ، فأبت أن تأخذها ، فلما رأى ذلك منها دخل وأعلم صاحبه بذلك ثم خرج فقال : انصرفي إلى بيتك فذهبت إلى منزلها . فقال أبو عبد الله : أبت أن تأخذ المائتي درهم ؟ قال : نعم ، وهي والله محتاجة إليها ، قال : فأخرج من جيبه صرة فيها سبعة دنانير وقال : اذهب أنت بهذه إلى منزلها فاقرئها مني السلام ، وادفع إليها هذه الدنانير ، قال : فذهبنا جميعا ، فأقرأناها منه السلام ، فقالت : بالله أقرأني جعفر بن محمد السلام ، فشقت جيبها ووقعت مغشية عليها قال : فصبرنا حتى أفاقت ، وقال : أعدها علي ، فأعدناها عليها حتى فعلت ذلك ثلاثا ، ثم قلنا لها : خذي ، هذا ما أرسل به إليك ، وأبشري بذلك ، فأخذته منا وقالت : سلوه أن يستوهب أمته من الله ، فما أعرف أحدا توسل به إلى الله أكثر منه ومن آبائه وأجداده .

الذي يظهر من خلال التأمل في هذه الرواية أن أئمة أهل البيت كانوا يتأثرون أشد التأثر عندما يسمعون اسم فاطمة وخصوصا ما جرى عليها من الظلم والعدوان بعد وفاة أبيها رسول الله ، وكذلك نرى كيف أن الإمام ألقى اهتمامه البالغ بهذه المرأة التي لعنت ظالمي فاطمة الزهراء ودعى له الدعاء الذي على أثره أطلق الله سراحها ، وكذلك كيف أكرمها بالسبعة دنانير لأنها موالية ومؤمنة بالتولي لأهل البيت والتبري من أعدائهم .

وورد عن سليمان الجعفري أنه قال : سمعت أبا الحسن يقول : لا يدخل الفقر بيتا فيه اسم محمد أو أحمد أو علي أو الحسن أو الحسين أو جعفر أو طالب أو عبد الله أو فاطمة من النساء .

وأيضا عن الإمام موسى بن جعفر عن أبيه في حديث طويل عن رسول الله عند قرب وفاته : " ألا إن فاطمة بابها بابي ، وبيتها بيتي ، فمن هتكه فقد هتك حجاب الله " قال عيسى ( الراوي للحديث ) * : فبكى أبو الحسن طويلا وقطع بقية كلامه وقال : هتك والله حجاب الله ، هتك والله حجاب الله ، هتك والله حجاب الله يا أمة - صلوات الله عليها .

هذه هي بعض الأحاديث التي بينت كرامة اسم فاطمة عند الأئمة : أما معنى فاطمة وتسميتها بهذا الاسم المبارك فلا يخلو من أسباب ومناسبات فهلم معي إلى طائفة كبيرة من الأحاديث التي تذكر اسم سيدتنا فاطمة الزهراء ووجه التسمية وبيان معاني اسمها المبارك فاطمة وأقوال العلماء فيه . وعن يونس بن ظبيان أنه قال له الإمام أبو عبد الله : أتدري أي شئ تفسير فاطمة ؟ قلت : أخبرني يا سيدي . قال : فطمت من الشر . قال : ثم قال : لولا أن أمير المؤمنين تزوجها لما كان لها كفو إلى يوم القيامة على وجه الأرض آدم فمن دونه .

وعن علي بن إبراهيم ، عن اليقطيني ، عن محمد بن زياد مولى بني هاشم قال : حدثنا شيخ لنا ثقة يقال له نجية بن إسحاق الفزاري قال : حدثنا عبد الله بن الحسن بن حسن قال : قال أبو الحسن : لم سميت فاطمة فاطمة ؟ قلت : فرقا بينه وبين الأسماء . قال : إن ذلك لمن الأسماء ، ولكن الاسم الذي سميت به ، أن الله تبارك وتعالى علم ما كان قبل كونه ، فعلم من رسول الله يتزوج في الأحياء وأنهم يطمعون في وراثة هذا الأمر من قبله ، فلما ولدت فاطمة سماها الله تبارك وتعالى " فاطمة " لما أخرج منها وجعل في ولدها ، ففطمهم عما طمعوا ، فبهذا سميت فاطمة " فاطمة " ، لأنها فطمت طمعهم . ومعنى فطمت : قطعت .

وعن أبي عبد الله أنه قال : " إنا أنزلناه في ليلة القدر " الليلة : فاطمة ، والقدر : الله ، فمن عرف فاطمة حق معرفتها فقد أدرك ليلة القدر . وإنما سميت " فاطمة " لأن الخلق فطموا عن معرفتها.

وقال النبي لفاطمة : شق الله لك يا فاطمة اسما من أسمائه ، فهو الفاطر وأن فاطمة .

وقال علي : إنما سميت فاطمة لأن الله فطم من أحبها عن النار .

وقال النبي : إنما سميت ابنتي فاطمة لأن الله فطمها وفطم محبيها عن النار . وقال الصادق : تدري أي شئ تفسير فاطمة ؟ قال : فطمت من الشر . ويقال : إنما سميت فاطمة لأنها فطمت عن الطمث .

وعن محمد بن مسلم الثقفي ، قال : سمعت أبا جعفر يقول : لفاطمة وقفة على باب جهنم ، فإذا كان يوم القيامة كتب بين عيني كل رجل : مؤمن أو كافر ، فيؤمر بمحب قد كثرت ذنوبه إلى النار ، فتقرأ فاطمة بين عينيه محبا فتقول : إلهي وسيدي سميتني فاطمة وفطمت بي من تولاني وتولى ذريتي من النار ، ووعدك الحق وأنت لا تخلف الميعاد ، فيقول الله عز وجل : صدقت يا فاطمة ، إني سميتك فاطمة ، وفطمت بك من أحبك وتولاك وأحب ذريتك وتولاهم من النار ، ووعدي الحق وأنا لا أخلف الميعاد - الحديث .

وعن أبي جعفر قال : لما ولدت فاطمة أوحى الله عز وجل إلى ملك فانطلق به لسان محمد فسماها فاطمة ، ثم قال : إني فطمتك بالعلم ، وفطمتك عن الطمث . ثم قال أبو جعفر : والله لقد فطمها الله تبارك وتعالى بالعلم وعن الطمث بالميثاق.

أما معنى قوله " فطمتك بالعلم " يعني أرضعتك بالعلم أو قطعتك عن الجهل بسبب العلم ، وهذا كناية عن كونها في بدو فطرتها عالمة بالعلوم الربانية .

وقال المولى محمد علي الأنصاري ( رحمه الله ) : وقد تلخص منها ( أي الأخبار ) وجوه متعددة لتسميتها بتلك التسمية : مثل فطم نفسها بالعلم ، وفطمها عن الشر ، وفطمها عن الطمث ، وفطم ذريتها وشيعتها من النار ، وكذلك فطم من تولاها وأحبها منها ، وفطم الأعداء عن طمع الوراثة في الملك ، وعن حبها ، ونحو ذلك .

ولا منافاة بين الأخبار ، لأن الفطم معنى يصدق مع كل من الوجوه المذكورة ، واختلاف الأخبار من جهة اختلاف حال الرواة والحضار من حيث الاستعداد الذاتية ، واختلاف المصالح في الأزمنة والأمكنة ، وكل هذه المعاني مرادة من اللفظ عند التسمية ، ولا يلزم من ذلك استعمال اللفظ في أكثر من معنى واحد ، الذي هو مخالف للقواعد الظاهرية اللفظية ، لأن فاطمة مشتق من الفطم بمعنى الفصل ، ومنه الفطام في الطفل بمعنى فصله عن اللبن والارتضاع ، يقال : فطمت المرضع الرضيع فطما ، من باب ضرب ، فصلته عن الرضاع ، فهي فاطمة ، والصغير فطم بمعنى المفطوم .

وأفطم الرجل : دخل في وقت الفطام ، مثل أحصد الزرع ، إذا حان حصاده . وفطمت الحبل : قطعته . وفطمت الرجل عن عادته : إذا منعته عنها . وليس الفطم مخصوصا بالفصل عن اللبن وإن كثر استعماله فيه ، بل هو مطلق الفصل عن الشئ ، ومعنى القطع والمنع راجع إليه أو متفرع منه ، فيكون معنى " فاطمة " فاصلة أو قاطعة أو مانعة ، وكل منها معنى كلي وماهية مطلقة يصدق مع القيود الكثيرة ، فسميت من عند الله بها . ويلزم في تحقق معنى الفصل أن يكون هناك فاصل ومفصول له ، مثلا إذا كانت الأم فاطمة لطفلها ، فهي فاصلة ، والطفل مفصول ، واللبن مفصول عنه ، والغذاء مفصول به . فيكون معنى فاطمة أنها تفطم نفسها ولو بسبب قابليتها الذاتية عن الجهل بالعلم ، وعن الشر بالخير ، وعن الطمث بالطهارة عن الحمرة ، وتفطم ذريتها وشيعتها ومن توليها وأحبها من النار بالجنة ، وتفطم أعداءها عن طمع الوراثة باليأس عنها ، وعن حبها ببغضها . فلوحظ في وجه تسميتها بهذا الاسم وجوه متعددة وهي غير داخلة في مفهوم الاسم حتى توجب تعدد معاني اللفظ ، بل هي لحاظات خارجية باعتبارها وقعت التسمية .

مثلا لو كان مجئ زيد من جهة أغراض مختلفة وأسباب متعددة ، فقيل : " جاء زيد " ، لم يوجب ذلك كون المجئ مستعملا في المعاني المتعددة . نعم لو جعل فاطمة بالنسبة إلى فطم الأعداء أو الأحباء بمعنى كونها ذات فطم من المبني للفاعل - كما هو كذلك - أي ذات فاطمية ، وفي فطمها عن الشر بمعنى ذات فطم من المبني للمفعول أي ذات مفطومية لزم المحذور المذكور ، ولكن على التقرير المسطور لا يلزم ذلك المحذور . ويمكن جعلها بمعنى ذات الفطم مطلقا من باب النسبة فيكون جامدا يستوي فيه المذكر والمؤنث . . . نعم ، يمكن جعل فاطمة في جميع الوجوه بمعنى المفعول ، أي المفطومة ، من باب الصفة بحال المتعلق بلحاظ المآل والحقيقة ، أو جعله بمعنى ذات الفطم ، من المصدر المبني للفاعل أو المفعول لكن على سبيل القضية الكلية لا الجزئية ، كما لا يخفى .

وبالجملة فاختلاف الأخبار في بيان وجه التسمية إشارة إلى عدم انحصاره في شئ ، أو كون معناها معنى كليا يشمل على وجوه كثيرة ، فيحتمل احتمالا ظاهرا أن يكون ملحوظا في وجه التسمية أمور على حدة أيضا كفطمها على الإخلاق الرذيلة بالأخلاق الفاضلة ، وعن الأحوال الخبيثة بالأحوال الطيبة الزكية ، وعن الأفعال القبيحة بالأفعال الحسنة ، وعن الظلمانية بالنورانية ، وعن السهو والغفلة بالذكر والمعرفة ، وعن عدم العصمة بالمعصومية ، وبالجملة عن جميع جهات النقيصة بالكمالات العقلانية والروحانية والنفسانية ولوازمها الظاهرية والباطنية ، فيلزم حينئذ أن تكون لها العصمة الكبرى في الدنيا والآخرة والأولى .

فتكون حينئذ معصومة تقية نقية ولية صديقة مباركة طاهرة إلى آخر الأسماء المذكورة في الرواية وغير الرواية .

وتخصيص أسمائها بالتسعة في الخبر الصادق إما من جهة اشتمالها من حيث المعنى على سائر الأسماء أيضا ، أو من جهة صدور التسمية بها من جانب الله سبحانه بلا واسطة كما يشعر به قوله : لفاطمة تسعة أسماء عند الله . . .

وقال العلامة الهمداني في بيان اسم فاطمة ما نصه : هذا الاسم سواء كان من عند الله عز وجل أو بإلهام من الله تعالى كما لاحظت في الأخبار الماضية ، لم يكن للعلامة وتمييز المسماة به عن غيرها فحسب ، كما في أسامي سائر الناس التي لم تراع المناسبة غالبا بينها وبين الأعيان والذوات ، بل في هذا الجعل وهذه التسمية الإلهية حكمة وسر وتناسب عميق بين الاسم والمسماة به . وإن مادة " فطم " على أي وجه فرضت فيها فاعلا أو مفعولا ، كانت بمعنى القطع والفصل على نحو الإطلاق ، ولا يختص بأحد الوجوه السابقة من الشر والطمث والجهل والخطأ وسوء الخلق والحمرة والحيض وما أشبه ذلك ، لأنها متصفة بجميع المكارم ، منفطمة عن جميع العيوب والنقائص ، فتناسب الاسم لها - فاعلا - لكونها فطمت نفسها وذريتها وشيعتها من النار وما يوجب الشنار والعار ، وتناسبه لها - مفعولا - لأنها مفطومة عن معرفتها الناس فهو وصف المتعلق . فمن الذي يبلغ معرفتها ؟ ! هيهات ! ضلت العقول ، وتاهت الحلوم ، وحارت الألباب ، وخسئت العيون ، وتصاغرت العلماء ، وحصرت الخطباء ، وتحيرت الحكماء ، وتقاصرت الحلماء ، وجهلت الألباء ، وكلت الشعراء ، وعجزت الأدباء ، وعييت البلغاء عن وصف شأن من شأنها ، ودرك درجة من سمو رفعتها . هي قطب دائرة الوجود ونقطة * لما تنزلت أكثرت كثراتها هي أحمد الثاني وأحمد عصرها * هي عنصر التوحيد في عرصاتها ومن عرف فاطمة حق معرفتها فقد أدرك ليلة القدر.

والتشابه من وجوه :

الأول : إن ليلة القدر مجهولة للناس من حيث القدر والمنزلة والعظمة ، والناس فطموا وقطعوا عن معرفتها ، وكذلك البضعة الأحمدية والجزء المحمدية مجهولة قدرها ، محفية قبرها .

الثاني : كما أن ليلة القدر يفرق فيها كل أمر حكيم ، كذلك بفاطمة يفرق بين الحق والباطل ، والمؤمن والكفار .

الثالث : كما صارت ليلة القدر ظرفا لنزول الآيات والسور ، فهي صارت وعاء للإمامة والمصحف .

الرابع : إن ليلة القدر معراج الأنبياء والأولياء ، وكذلك ولايتها مرقاة لوصولهم إلى النبوة الرسالة والعظمة.

الخامس : إن ليلة القدر منشأ للفيوضات والكمالات ، وكذلك التوسل بها وسيلة للخيرات والبركات ودفع البليات .

السادس : إن ليلة القدر خير من ألف شهر ، وكذلك هي خير نساء الأولين والآخرين ، بل إن فاطمة خير أهل الأرض عنصرا وشرفا وكرما . هي مشكاة نور الله جل جلاله * زيتونة عم الورى بركاتها وهي كما قال الباقر عنصر الشجرة الطيبة التي هي رسول الله أصلها وفرعها علي .

فلاحظ هذا الحديث وتدبر فيها ، ثم ارجع البصر كرتين حتى يظهر لك المعارف والحكم وسر " لولاك لما خلقت الأفلاك ، ولولا علي لما خلقتك ، ولولا فاطمة لما خلقتكما " وسر قول رسول الله : " يا علي ، أنفذ ما أمرتك به الزهراء " وسر قول علي : " يا بقية النبوة " ، فوالله لولا فاطمة ما قام بعد النبي عمود ، ولا اخضر له عود . ولنعم ما قال الأزري ( رحمه الله ) : نحن من باري السماوات سر * لو كرهنا وجودها ما براها بل بآثارنا ولطف رضانا * سطح الأرض والسماء بناها وبأضوائنا التي ليس تخبو * حوت الشمس ما حوت من سناها ومما ينبغي لفت النظر إليه هو أن المعصومين ينتمون بهذا الاسم الشريف اهتماما شديدا ، ويكرمونه إكراما عظيما ، وإذا سمعوا به يبكون ويتأسفون ، ويحبون التي سميت به ، ويحبون بيتا كان فيه اسم فاطمة ، وهم يتوسلون به . فلاحظ الحديث الذي نقلناه عن أبي جعفر فإنه ذيله بالقسم والتأكيد بقوله : والله لقد فطمها الله تبارك وتعالى بالعلم وعن الطمث بالميثاق .

وأيضا إنه - إذا وعكه الحمى ( وقبل وجعها آلمها ) استعان بالماء البارد ، ثم ينادي حتى يسمع صوته على باب الدار : فاطمة بنت محمد .

قال العلامة المجلسي ( رحمه الله ) : لعل النداء كان استشفاعا بها صلوات الله عليها للشفاء . قال المحدث القمي : إني أحتمل قويا كما أنه أثر الحمى في جسده اللطيف كذلك أثر كتمان حزنه على أمه المظلومة في قلبه الشريف ، فكما أنه يطفي حرارة جسده بالماء ، يطفي لوعة وجده بذكر اسم فاطمة سيدة النساء ، وذلك مثل ما يظهر من الحزين المهموم من تنفس الصعداء ، فإن تأثير مصيبتها صلوات الله عليها على قلوب أولادها الأئمة الأطهار آلم من حز الشفار ، وأحر من جمرة النار.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مدير الموقع




المساهمات : 30
تاريخ التسجيل : 31/08/2011
العمر : 36
الموقع : http://www.4shared.com/audio/3YCmbPif/_____2.html

أسماء وألقاب الزهراء عليها السلام Empty
مُساهمةموضوع: الصديقة    أسماء وألقاب الزهراء عليها السلام Emptyالأربعاء أغسطس 31, 2011 9:21 pm

الصديقة

الصديقة وهو ثاني الأسماء المباركة لفاطمة الزهراء الذي هو معروف على لسان أهل البيت : ، وقد سماها به الله تبارك وتعالى إجلالا وإكراما لمقامها السامي ولما وصلت إليه من التصديق بكل ما آتاه الله ورسوله .
والصديقة صيغة مبالغة في الصدق والتصديق أي أنها سلام الله عليها كثيرة الصدق ، ولقد ورد في كتاب تاج العروس معنى التصديق والصدق حيث قيل إن الصديق أبلغ من الصدوق ، وقيل : إنه الكامل في الصدق الذي يصدق قوله بالعمل ، البار ، الدائم التصديق ، وقيل : إنه من لم يكذب قط ، وقيل : من صدق بقوله واعتقاده ، وحقق صدقه بفعله ، وأيا كان منها معنى الصديق فإن فاطمة الزهراء سلام الله عليها تنطبق عليها جميع الأقوال فهي سلام الله عليها كانت المداومة على التصديق بما يوجبه الحق جل وعلا حيث كانت المصدقة بكل ما أمر الله به وبأنبيائه ولا يدخلها في أي شئ من ذلك أي شك كان وكانت المصداق الأفضل - مع أوليائه المعصومين - لقوله تعالى : * ( والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون ) * .

وقوله تعالى : * ( وما المسيح بن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل وأمه صديقة ) * ، حيث فسرت كلمة صديقة في هذا الآية المباركة بأنها تصدق بآيات ربها ، ومنزلة ولدها وتصدقه فيها أخبرها به ، بدلالة قوله تعالى : * ( وصدقت بكلمات ربها ) * ، وقيل : لكثرة صدقها وعظم منزلتها فيما تصدق به من أمرها . وعلى كل حال فإن فاطمة الزهراء سلام الله عليها كانت الصديقة الطيبة التي صدقت بالله ورسوله وبما جاء به من عند الله تعالى وكانت المؤمنة بكل عقائدها الربانية والتي كانت تعمل على ضوء تلك العقائد والمعتقدات ولقد جاءت الروايات الكثيرة لكي تؤكد على هذه الحقيقة الواضحة للزهراء فلقد ورد عن النبي في حديث طويل : يا علي ، إني قد أوصيت فاطمة ابنتي بأشياء وأمرتها أن تلقيها إليك ، فأنفذها ، فهي الصادقة الصدوقة ، ثم ضمها إليه وقبل رأسها ، وقال : فداك أبوك يا فاطمة .

وعن مفضل بن عمر قال : قلت لأبي عبد الله : من غسل فاطمة ؟ قال : ذاك أمير المؤمنين ، فكأنما استضقت ( استفظعت ) ذلك من قوله ، فقال لي : كأنك ضقت مما أخبرتك به ، فقلت : قد كان ذلك جعلت فداك ، فقال : لا تضيقن فإنها صديقة لم يكن يغسلها إلا صديق ، أما علمت أن مريم لم يغسلها إلا عيسى ؟ - الحديث .

وكذلك قول رسول الله إنه قال لعلي : أوتيت ثلاثا لم يؤتيهن أحد ولا أنا : أوتيت صهرا مثلي ولم أوت أنا مثلي ، وأوتيت زوجة صديقة مثل ابنتي ولم أوت مثلها زوجة ، وأوتيت الحسن والحسين من صلبك ولم أوت من صلبي مثلهما ، ولكنكم مني وأنا منكم .

وجاء عن علي بن جعفر ، عن أخيه ، عن أبي الحسن قال : " إن فاطمة صديقة شهيدة " . والصديقة فعيلة للمبالغة في الصدق والتصديق ، أي كانت كثيرة التصديق لما ‹ صفحة 398 › جاء به أبوها ، وكانت صادقة في جميع أقوالها ، مصدقة أقوالها بأفعالها ، وهي معنى العصمة ، ولا ريب في عصمتها صلوات الله عليها لدخولها في الذين نزلت فيهم آية التطهير بإجماع الخاصة والعامة ، والروايات المتواترة من الجانبين .

وقال الصادق : وهي الصديقة الكبرى ، وعلى معرفتها دارت القرون الأولى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مدير الموقع




المساهمات : 30
تاريخ التسجيل : 31/08/2011
العمر : 36
الموقع : http://www.4shared.com/audio/3YCmbPif/_____2.html

أسماء وألقاب الزهراء عليها السلام Empty
مُساهمةموضوع: المباركة    أسماء وألقاب الزهراء عليها السلام Emptyالأربعاء أغسطس 31, 2011 9:24 pm

المباركة

المباركة وهو ثالث الأسماء التي وردت عن لسان المعصوم لفاطمة الزهراء سلام الله عليها عند الباري عز وجل ، والظاهر من خلال سيرتها وما تركت من ذرية طيبة من بعدها أن مسألة البركة واضحة البرهان في حياتها الواقعية ، حيث نجد أن ذرية كل رسول من ولده وخصوصا الذكور إلا نبينا محمد حيث كانت ذريته من ابنته المباركة فاطمة سلام الله عليها ، وهذا ما نجده من خلال المأثور الروائي في حياة الرسول وأهل بيته .
وقبل الدخول في أحاديث أهل البيت ومدى دلالات هذه الأحاديث على هذا الاسم لفاطمة سلام الله عليها نراجع كتب اللغة لنرى مدى انطباق معنى المباركة أو البركة على حياتها الشخصية وما تركته في هذه الدنيا . فلقد ورد في معنى كلمة البركة هي النماء والزيادة ، وعن الزجاج المبارك ما يأتي من قبله الخير الكثير .

وقيل : إن البركة : هي النماء والسعادة والزيادة .

وقال الراغب : ولما كان الخير الإلهي يصدر من حيث لا يحبس ، وعلى وجه لا يحصى ولا يحصر قيل - لكل ما يشاهد منه زيادة محسوسة هو مبارك فيه وفيه بركة .

ولا شك ولا ريب ومن خلال استقراء حياة فاطمة قبل وبعد وفاتها أنها هي الخير الكثير الذي ورد فيه قوله تعالى : * ( إنا أعطيناك الكوثر ) * ، ولقد انطبقت عليها هذه المعاني لكثرة بركتها على رسول الله وعلى أهل بيته وعلى شيعة أمير المؤمنين ، فأي بركة بعد رسول الله مثل فاطمة والتي على معرفتها دارت القرون الأولى ، وأي بركة أكبر وأفضل من بركة فاطمة سلام الله عليها على الشيعة وخاصة في هذه الحياة الدنيا حيث كانت الوعاء الأكبر للإمامة التي مثلت أفضل مصاديق الولاية الكبرى وأي بركة أفضل منها عندما تأتي يوم القيامة وتخلص شيعتها ومحبيها من عذاب النار . ولقد طفحت كتب السيرة والتاريخ دلالة على كثرة بركة فاطمة الزهراء سلام الله عليها وكذلك الكتب الروائية والكلامية والتفسيرية حيث أظهرت من خلال طيات صفحاتها هذه الصفة الواردة فيها ، فاقرأ معي ما كتب حول بركة الزهراء سلام الله عليها فيما ورد عن عبد الله بن سليمان قائلا . . . ( قرأت في الإنجيل في وصف النبي : نكاح النساء ذو النسل القليل ، إنما نسله من مباركة لها بيت في الجنة لا صغب فيه ولا نصب ، يكفلها في آخر زمان كما كفل زكريا أمك ، لها فرخان مستشهدان ) .

ولقد ورد في تفسير سورة الكوثر ( إنا أعطيناك الكوثر ) إن الكوثر هي فاطمة الزهراء سلام الله عليها ، والكوثر معناه الخير الكثير . ويعني ذلك أن لكثرة ذرية رسول الله من جهة ابنته فاطمة الزهراء سلام الله عليها خاطب القرآن الرسول الأكرم محمد بأنه له الكوثر كرامة من الله تعالى له . قال العلامة الطباطبائي ( رحمه الله ) : إن كثرة ذريته هي المرادة وحدها بالكوثر الذي أعطيه النبي أو المراد بها الخير الكثير ، وكثرة الذرية مرادة في ضمن الخير الكثير ، ولولا ذلك لكان تحقيق الكلام بقوله : * ( إن شانئك هو الأبتر ) * خاليا عن الفائدة . وقد استفاضت الروايات أن السورة إنما نزلت فيمن عابه بالأبتر بعد ما مات ابنه القاسم وعبد الله ، وبذلك يندفع ما قيل : إن مراد الشانئ بقوله ( أبتر ) المنقطع عن قومه أو المنقطع عن الخير ، فرد الله عليه بأنه هو المنقطع من كل خير .

ولما فيه قوله ( إنا أعطيناك ) من الامتنان عليه جئ بلفظ المتكلم مع الغير الدال على العظمة ، ولما فيه من تطبيب نفسه الشريفة أكدت الجملة بأن ، وعبر بلفظ الإعطاء الظاهر في التمليك . وبالجملة لا تخلو من دلالة على أن ولد فاطمة ذريته ، وهذا في نفسه من ملامح القرآن الكريم ، فقد كثر الله تعالى نسله بعد كثرة لا يعادلهم فيها أي نسل آخر ، مع ما نزل عليهم من النوائب ، وأفنى جموعهم من المقاتل الذريعة.

وقال الفخر الرازي في تفسير قوله تعالى : * ( إنا أعطيناك الكوثر ) * ، والقول الثالث : الكوثر أولاده . قالوا : لأن هذه السورة إنما نزلت ردا على من عابه بعدم الأولاد ، فالمعنى أنه يعطيه نسلا يبقون على مر الزمان . فانظر كم قتل من أهل البيت ، ثم العالم ممتلي منهم ولم يبق من بني - أمية في الدنيا أحد يعبأ به ! ثم انظر كم كان فيهم من الأكابر من العلماء كالباقر والصادق والكاظم والرضا والنفس الزكية وأمثالهم.

وقال أيضا : إنا إذا حملنا الكوثر على كثرة الأتباع أو على كثرة الأولاد وعدم انقطاع النسل كان هذا إخبارا عن الغيب ، وقد وقع مطابقا له ، فكان معجز.

وقال الآلوسي في تفسير : * ( إن شانئك هو الأبتر ) * ، الأبتر : الذي لا عقب له حيث لا يبقى منه نسل ولا حسن ذكر ، وأما أنت فتبقى ذريتك . . . عليه دلالة على أن أولاد البنات من الذرية .

وقال العلامة القزويني : ووجه المناسبة أن الكافر شمت بالنبي حين مات أحد أولاده وقال : إن محمدا أبتر ، فإن مات مات ذكره . فأنزل الله هذه السورة على نبيه تسلية له ، كأنه تعالى يقول : إن كان ابنك قد مات فإنا أعطيناك فاطمة ، وهي وإن كانت واحدة وقليلة ولكن الله سيجعل هذا الواحد كثيرا .

وتصديقا لهذا الكلام ترى في العالم - اليوم - ذرية فاطمة الزهراء الذين هم ذرية رسول الله منتشرين في بقاع العالم ، ففي العراق حوالي مليون ، وفي إيران حوالي ثلاث ملايين ، وفي مصر خمس ملايين ، وفي المغرب الأقصى خمس ملايين ، وفي الجزائر وتونس وليبيا عدد كثير ، وكذلك في الأردن وسوريا ولبنان والسودان وبلاد الخليج والسعودية ملايين ، وفي اليمن والهند وباكستان والأفغان وجزر أندونيسيا حوالي عشرين مليون ، وقل أن تجد في البلاد الإسلامية بلدة ليس فيها أحد من نسل السيدة فاطمة الزهراء ، ويقدر مجموعهم بخمسة وثلاثين مليونا ، ولو أجريت إحصائيات دقيقة وصحيحة فلعل العدد يتجاوز هذا المقدار .

ويؤيد ما استفاده العلامة ( ره ) وغيره أخبار كثيرة وردت من الفريقين العامة والخاصة ، كما روى الحافظ الكنجي الشافعي عن النبي قال : " إن الله عز وجل جعل ذرية كل نبي في صلبه ، وإن الله عز وجل جعل ذريتي في صلب علي بن أبي طالب " . قلت : رواه الطبراني في معجمه الكبير ، في ترجمة الحسن . فإن قيل : لا اتصال لذرية النبي بعلي إلا من جهة فاطمة ، وأولاد البنات لا تكون ذرية لقول الشاعر : بنونا بنو أبنائنا وبناتنا * بنوهن أبناء الرجال الأباعد قلت : في التنزيل حجة واضحة تشهد بصحة هذه الدعوى ، وهو قوله عز وجل في سورة الأنعام : * ( ووهبنا له ( أي لإبراهيم ) إسحاق ويعقوب كلا هدينا ونوحا هدينا من قبل ومن ذريته ( أي ذرية نوح ) داود وسليمان ( إلى أن قال ) وزكريا ويحيى وعيسى وإلياس ) * .

فعد عيسى من جملة الذرية الذين نسبهم إلى نوح وهو ابن بنت لا اتصال له إلا من جهة أمه مريم . وفي هذا أكد دليل [ على ] أن أولاد فاطمة ذرية للنبي ولا عقب له إلا من جهتها . . . وقد قال عطاء ومن شايعه من المفسرين : الهاء من قوله ( ومن ذريته ) راجعة إلى إبراهيم . ويحصل في هذا فائدة أخرى لطيفة وهو أنه عد من جملة الذرية الذين نسبهم إلى إبراهيم لوطا ولم يكن من صلبه ، لأن لوطا ابن أخي إبراهيم ، والعرب تجعل العم أبا كما أخبر عز وجل عن ولد يعقوب حيث قال : ( نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ) ومعلوم أن إسماعيل عم يعقوب ولكن نزله منزلة الأب ، فيحصل من هذا جواز انتساب أولاد علي إلى النبي على الإطلاق ، لأنه أخوه وهو منه بمنزلة هارون من موسى ، كما نسب الله لوطا إلى إبراهيم ، ولوط إنما هو ابن أخيه ، وكذلك هنا . . . ابن حصين عن عمر قال : سمعت رسول الله يقول : كل بني أنثى فإن عصبتهم لأبيهم ما خلا ولد فاطمة ، فإني أنا عصبتهم وأنا أبوهم .

وقال رسول الله في حديث طويل : يا فاطمة ، ما بعث الله نبيا إلا جعل له ذرية من صلبه ، وجعل ذريتي من صلب علي ، ولولا علي ما كانت لي ذرية .

قال ابن أبي الحديد في ذيل كلام علي : " املكوا عني هذا الغلام لا يهدني ، فإنني أنفس بهذين - يعني الحسن والحسين - على الموت لئلا ينقطع بهما نسل رسول الله " .

فإن قلت : أيجوز أن يقال للحسن والحسين وولدهما أبناء رسول الله وولد رسول الله وذرية رسول الله ونسل رسول الله ؟ قلت : نعم ، لأن الله سماهم أبنائه في قوله تعالى : * ( ندع أبنائنا وأبنائكم ) * ، وإنما عنى الحسن والحسين . . . وسمى الله تعالى عيسى ذرية إبراهيم في قوله : ( ومن ذريته داود وسليمان - إلى أن قال - ويحيى وعيسى ) * . . . فإن قلت : فما تصنع بقوله تعالى : * ( ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ) * ؟ قلت : أسألك عن أبوته لإبراهيم بن مارية ، فكل ما تجيب به عن ذلك فهو جوابي عن الحسن والحسين .

والجواب الشامل للجميع أنه عنى زيد بن حارثة ، لأن العرب كانت تقول : زيد بن محمد ، على عادتهم في تبني العبيد ، فأبطل الله ذلك ونهى عن سنة الجاهلية . . . قيل لمحمد ابن الحنفية : لم يغرر بك أبوك في الحرب ولم لا يغرر بالحسن والحسين ؟ فقال : لأنهما عيناه ، وأنا يمينه ، وهو يذب عن عينيه بيمينه .

وروى الخطيب عن عبد الله بن عباس قال : كنت أنا وأبي العباس بن عبد المطلب جالسين عند رسول الله إذ دخل علي بن أبي طالب ، فسلم فرد عليه رسول الله : وبش به وقام إليه واعتنقه وقبل بين عينيه وأجلسه عن يمينه ، فقال العباس : يا رسول الله ، أتحب هذا ؟ فقال النبي : يا عم رسول الله ، والله لله أشد حبا له مني ، إن الله جعل ذرية كل نبي في صلبه ، وجعل ذريتي في صلب هذا .

وجرت مناظرة طويلة بين الإمام موسى بن جعفر وبين هارون الرشيد ، وفيه قال له هارون : لم جوزتم للعامة والخاصة أن ينسبوكم إلى رسول الله ويقولون لكم : يا بني رسول الله ، وأنتم بنو علي ؟ وإنما ينسب المرء إلى أبيه ، وفاطمة إنما هي وعاء ، والنبي جدكم من قبل أمكم ! فقلت : يا أمير المؤمنين ، لو أن النبي نشر فخطب إليك كريمتك هل كنت تجيبه ؟ فقال : سبحان الله ! ولم لا أجيبه بل أفتخر على العرب والعجم وقريش بذلك . فقلت : لكنه عليه السلام لا يخطب إلي ولا أزوجه . فقال : ولم ؟ فقلت : لأنه ولدني ولم يلدك . فقال : أحسنت يا موسى . ثم قال : كيف قلتم إنا ذرية النبي ، والنبي لم يعقب ، وإنما العقب للذكر لا للأنثى ، وأنتم ولد الابنة ولا يكون لها عقب ؟ فقلت : أسألك بحق القرابة والقبر ومن فيه إلا ما أعفيتني عن هذه المسألة ، فقال : أولا تخبرني بحجتكم فيه يا ولد علي ، وأنت يا موسى يعسوبهم وإمام زمانهم ؟ كذا أنهي إلي ، ولست أعفيك في كل ما أسألك عنه حتى تأتيني فيه بحجة من كتاب الله ، فأنتم تدعون معشر ولد علي أنه لا يسقط عنكم منه شئ ألف ولا واو إلا وتأويله عندكم ، واحتججتم بقوله عز وجل : * ( ما فرطنا في الكتاب من شئ ) *.

وقد استغنيتم عن رأي العلماء وقياسهم .

فقلت : تأذن لي في الجواب ؟ قال : هات .

فقلت : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، بسم الله الرحمن الرحيم : * ( ومن ذريته داور وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك نجزي المحسنين * وزكريا ويحيى وعيسى ) * ، من أبو عيسى ، يا أمير المؤمنين ؟ فقال : ليس لعيسى أب ، فقلت : إنما ألحقناه بذراري الأنبياء من طريق مريم ، وكذلك ألحقنا بذراري النبي من قبل أمنا فاطمة . أزيدك يا أمير المؤمنين ؟ قال : هات . قلت : قول الله عز وجل : * ( فمن حاجك فيه من بعد ما جائك من العلم فقل تعالوا ندع أبنائنا وأبنائكم ونسائنا ونسائكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين ) *، ولم يدع أحد أنه أدخل النبي تحت الكساء عند مباهلة النصارى إلا علي بن أبي طالب وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام ، وكان تأويل قوله عز وجل ( أبنائنا ) الحسن والحسين ( ونسائنا ) فاطمة ( وأنفسنا ) علي بن أبي طالب . إن العلماء قد أجمعوا على أن جبرئيل قال يوم أحد : " يا محمد ، إن هذه لهي المواساة من علي . قال : لأنه مني وأنا منه . فقال : جبرئيل : وأنا منكما يا رسول الله . ثم قال : لا سيف إلا ذو الفقار ، ولا فتى إلا علي " . فكان كما مدح الله عز وجل به خليله عليه السلام إذ يقول : ( فتى يذكرهم يقال له إبراهيم ) ، إنا معشر بني عمك نفتخر بقول جبرئيل إنه منا . فقال : أحسنت يا موسى .

عن عبد الصمد بن بشير ، عن أبي الجارود ، عن أبي جعفر ، قال : قال لي أبو جعفر : يا أبا الجارود ، ما يقولون في الحسن والحسين ؟ قلت : ينكرون علينا أنهما ابنا رسول الله ، قال : فبأي شئ احتججتم عليهم ؟ قلت : بقول الله عز وجل في عيسى بن مريم : * ( ومن ذريته داود وسليمان ( إلى قوله ) وكذلك نجزي المحسنين ) * ، وجعل عيسى من ذرية إبراهيم ، قال : فأي شئ قالوا لكم ؟ قلت : قالوا : قد يكون ولد الابنة من الولد ولا يكون من الصلب . قال : فبأي شئ احتججتم عليهم ؟ قال : قلت : احتججنا عليهم بقول الله تعالى : * ( قل تعالوا ندع أبنائنا وأبنائكم ونسائنا ونسائكم ) * الآية ، قال : فأي شئ قالوا لكم ؟ قلت : قالوا قد يكون في كلام العرب ابني رجل واحد ، فيقول : أبنائنا ، وإنما هما ابن واحد . قال : فقال أبو جعفر : والله يا أبا الجارود لأعطينكها من كتاب الله تسمى لصلب رسول الله لا يردها إلا كافر . قال : قلت : جعلت فداك ، وأين ؟ قال : حيث قال الله * ( حرمت عليكم أمهاتكم وبناتكم ( إلى أن ينتهي إلى قوله ) وحلائل أبنائكم الذين من أصلابكم ) * ، فسلهم يا أبا الجارود ، هل حل لرسول الله نكاح حليلتهما ؟ فإن قالوا : نعم ، فكذبوا والله وفجروا ، وإن قالوا : لا ، فهما والله ابناه لصلبه ، وما حرمتا عليه إلا للصلب .

وعن عامر الشعبي إنه قال : بعث إلي الحجاج ذات ليلة ، فخشيت ، فقمت وتوضأت وأوصيت . ثم دخلت عليه فنظرت فإذا نطع منشور وسيف مسلول . فسلمت عليه ، فرد علي السلام فقال : لا تخف ، فقد أمنتك الليلة وغدا إلى الظهر . وأجلسني عنده ، ثم أشار فأتي برجل مقيد بالكبول والأغلال ، فوضعوه بين يديه فقال : إن هذا الشيخ يقول : إن الحسن والحسين كانا ابني رسول الله ، ليأتيني بحجة من القرآن وإلا لأضربن عنقه . فقلت : يجب أن تحل قيده فإنه إذا أحتج فإنه لا محالة يذهب ، وإن لم يحتج فإن السيف لا يقطع هذا الحديد . فحلوا قيوده وكبوله ، فنظرت فإذا هو سعيد بن جبير ، فحزنت بذلك وقلت : كيف يجد حجة على ذلك من القرآن ؟ فقال له الحجاج : إئتني بحجة من القرآن على ما ادعيت وإلا أضرب عنقك . فقال له : انتظر . فسكت ساعة ثم قال له مثل ذلك ، فقال : انتظر . فسكت ساعة ثم قال له مثل ذلك ، فقال : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، بسم الله الرحمن الرحيم ، ثم قال : * ( ووهبنا له إسحاق ويعقوب ( إلى قوله ) وكذلك نجزي المحسنين ) * .

ثم سكت . وقال للحجاج : اقرأ ما بعده ، فقرأ : * ( وزكريا ويحيى وعيسى ) * ، فقال سعيد : كيف يليق ههنا عيسى ؟ قال : إنه كان من ذريته . قال : أين كان عيسى من ذرية إبراهيم ولم يكن له أب بل كان ابن ابنة فنسب إليه مع بعده ، فالحسن والحسين أولى أن ينسبا إلى رسول الله مع قربهما منه . فأمر له بعشرة آلاف دينار وأمر بأن يحملوها معه إلى داره ، وأذن له في الرجوع . قال الشعبي : فلما أصبحت قلت في نفسي : قد وجب علي أن آتي هذا الشيخ فأتعلم منه معاني القرآن ، لأني كنت أظن أني أعرفها فإذا أنا لا أعرفها . فأتيته فإذا هو في المسجد وتلك الدنانير بين يديه يفرقها عشرا عشرا ويتصدق بها ، ثم قال : هذا كله ببركة الحسن والحسين ، لئن كنا أغممنا واحدا لقد أفرحنا ألفا وأرضينا الله ورسوله
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مدير الموقع




المساهمات : 30
تاريخ التسجيل : 31/08/2011
العمر : 36
الموقع : http://www.4shared.com/audio/3YCmbPif/_____2.html

أسماء وألقاب الزهراء عليها السلام Empty
مُساهمةموضوع: الطاهرة    أسماء وألقاب الزهراء عليها السلام Emptyالأربعاء أغسطس 31, 2011 9:27 pm

الطاهرة

الطاهرة من الأسماء الجميلة والتي تدل على معنى يصبو إليه كل مؤمن هو الطهارة الباطنية والظاهرية ، حيث سميت به فاطمة سلام الله عليها ، وقد دلت عدة روايات مهمة في هذا الباب على مدى طهارتها عليها السلام هذا بالإضافة إلى الشواهد الأخرى التي أيدت هذه المسألة عنها من أهل بيت النبوة وموضع الرسالة ومختلف الملائكة بل هي المحور الذي يدور عليه أهل البيت ، وأفضل دليل على طهارتها هو آية التطهير ، فهي سلام الله عليها مطهرة نقية مبرأة من كل الأرجاس الظاهرية والباطنية وإليك بعض الأحاديث والشواهد التي تدل على أنها طاهرة سواء الطهارة الظاهرية أو الباطنية . فلقد ورد عن أبي جعفر ، عن آبائه : قال : إنما سميت فاطمة بنت محمد " الطاهرة " لطهارتها من كل دنس ، وطهارتها من كل رفث ، وما رأت قط يوما حمرة ولا نفاسا .
وعن الصادق قال : إن الله حرم النساء على علي ما دامت فاطمة حية ، لأنها طاهرة لا تحيض.

ولقد بين العلامة المولى محمد علي الأنصاري وجه الطهارة عن أهل البيت : بما فيهم فاطمة سلام الله عليها حيث قال : ووجه الطهارة في جميع ما ذكر منهم من حيث الحكمة أن منشأ النجاسة ونحوها إنما هو جهة النفسانية ، وليس في تلك الأنوار الإسفهبدية جهة النفسانية بالمرة ولو مثقال ذرة . وما ورد في طهارة أجسادهم الشريفة إنما هو محمول على أجزائها الظاهرية والباطنية من كل حيثية ، وإلا فظواهر الأجساد طاهرة من كل مسلم أيضا فلا يكون لهم حينئذ فضل من هذه الجهة . . .

أما قضية سد الأبواب بالنسبة للمسجد النبوي الشريف إلا لأهل البيت في زمن النبي محمد فهي أفضل شاهد على طهارتهم الظاهرية والباطنية .

وقال العلامة الأميني ( رحمه الله ) إشارة إلى هذا المسألة : إن سد الأبواب الشارعة في المسجد كان لتطهيره عن الأدناس الظاهرية والمعنوية ، فلا يمر به أحد جنبا ، ولا يجنب فيه أحد . وأما ترك بابه وباب أمير المؤمنين فلطهارتهما عن كل رجس ودنس بنص آية التطهير ، حتى إن الجنابة لا تحدث فيهما من الخبث المعنوي ما تحدث في غيرهما . . .

وقوله : ألا إن مسجدي حرام على كل حائض من النساء وكل جنب من الرجال إلا على محمد وأهل بيته علي وفاطمة والحسن والحسين ( صلوات الله عليهم أجمعين ) . وقوله : ألا لا يحل هذا المسجد لجنب ولا لحائض إلا لرسول الله وعلي وفاطمة والحسن والحسين ، ألا قد بينت لكم الأسماء أن لا تضلوا .

فزبدة المخض من هذه كلها أن إبقاء ذلك الباب والإذن لأهله بما أذن الله لرسوله مما خص به مبتن على نزول آية التطهير النافية عنهم كل نوع من الرجاسة .

وقال العلامة الشيخ السعيد جمال الدين الحسن بن زين الدين الشهيد الثاني ( رحمه الله ) :

وروى الصدوق في كتاب " من لا يحضره الفقيه " عن النبي مرسلا أنه قال : " إن فاطمة ليست كأحد منكن ، إنها لا ترى دما في حيض ولا نفاس كالحورية . . . " ولا يخفى ما في هذه الروايات من المنافاة لما سبق في حديث قضاء الحائض للصوم دون الصلاة من أن رسول الله كان يأمر فاطمة بذلك . ووجه الجمع حمل أمره لها على إرادة تعليم المؤمنات ، وهو نوع من التجوز في الخطاب شائع ، ولعل المقتضي له في هذا الموضع رعاية خفاء هذه الكرامة كغيرها مما ينافي ظهوره بلاء التكليف .

وفي ختام هذا البحث ينبغي أن تلاحظ ما جاء في غسلها ووصيتها قبل الوفاة ، وهو أدل دليل وأقوى حجة على أنها كانت طاهرة ميمونة في حياتها وبعد مماتها ، ولم يحدث الموت فيها رجاسة ولا دناسة ، مع أنك تعلم أنه مما لا خلاف فيه تنجس البدن بعد الموت وبعد خروج النفس عنه ، ولأجل ذلك لا بد أن يغسل الميت حتى يطهر بدنه وينظف جسمه ، إلا أن سيدة النساء أوصت أن لا يكشفها أحد ، وأن تدفن بغسلها قبل الوفاة .

روى أحمد في مسنده عن أم سلمى ( زوجة أبي رافع ) قالت : اشتكت فاطمة شكواها التي قبضت فيه ، فكنت أمرضها ، فأصبحت يوما كأمثل ما رأيتها في شكواها تلك ، قالت : وخرج علي لبعض حاجته ، فقالت : يا أمة اسكبي لي غسلا . فسكبت لها غسلا ، فاغتسلت كأحسن ما رأيتها تغسل ، ثم قالت : يا أمة أعطيني ثيابي الجدد ، فأعطيتها ، فلبستها ، ثم قالت : يا أمة قدي لي فراشي وسط البيت ، ففعلت ، واضطجعت واستقبلت القبلة وجعلت يدها تحت خدها ، ثم قالت : يا أمة إني مقبوضة الآن وقد تطهرت ، فلا يكشفني أحد ، فقبضت مكانها .

قالت : فجاء علي فأخبرته .

وقال في " كشف الغمة " : واتفاقهما من طرق الشيعة والسنة على نقله مع كون الحكم على خلافه عجيب ، فإن الفقهاء من الطرفين لا يجيزون الدفن إلا بعد الغسل إلا في موضع ليس هذا منه . . . ولعل هذا أمر يخصها .

نعم إنها كأبيها في طهارتها كما تقدم عن الصادق إنه لما سئل : هل اغتسل علي حين غسل رسول الله ؟ قال : النبي طاهر مطهر ولكن اغتسل علي وجرت به السنة .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مدير الموقع




المساهمات : 30
تاريخ التسجيل : 31/08/2011
العمر : 36
الموقع : http://www.4shared.com/audio/3YCmbPif/_____2.html

أسماء وألقاب الزهراء عليها السلام Empty
مُساهمةموضوع: الزكية    أسماء وألقاب الزهراء عليها السلام Emptyالأربعاء أغسطس 31, 2011 9:29 pm

الزكية

الزكية ومعنى هذا الاسم مماثل ومرادف للمباركة ، والذي يقتضي الحال أن الزكاة هي النمو والزيادة في الشئ على وجه ما بحيث يكون ذا أثر واضح نتيجة تلك الزيادة التي تطرأ عليه ، فالزهراء زكية من جهة أن الله تعالى قد جعل ذرية رسول الله قد ازدادت ونمت عن طريق الرحم الطاهر للزهراء فلقد كثر وبانت ذرية الرسول من جهتها وهذا يقتضي أن تكون الزهراء هي المنبع الذي عن طريقه كثرة ذرية رسول الله ، فهي الزكية بكثرة بركتها على شيعتها ويمن المراجعة في هذا الموضوع في باب اسمها المباركة فإنه كما هي مباركة فهي زكية بسبب إخلاصها وحبها لله تعالى تفانيها في ذات الله .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مدير الموقع




المساهمات : 30
تاريخ التسجيل : 31/08/2011
العمر : 36
الموقع : http://www.4shared.com/audio/3YCmbPif/_____2.html

أسماء وألقاب الزهراء عليها السلام Empty
مُساهمةموضوع: الراضية    أسماء وألقاب الزهراء عليها السلام Emptyالأربعاء أغسطس 31, 2011 9:31 pm

الراضية
الراضية من الأمور المهمة والتي تكون ذا أهمية كبيرة في معرفة درجة أيمان الفرد المسلم مسألة الرضا عن الله تعالى ، فمقام الرضا يحتاج إلى معرفة ويقين حتى يصل إليه الإنسان ويكون من الراضين بما قسم الله تعالى حتى يصل في النهاية إلى مرحلة إيمانية عالية جدا ، وكما ورد في دعاء كميل " وتجعلني بقسمك راضيا قانعا " أي أن الإنسان المؤمن يطلب من الله تعالى أن يوصله إلى مقام الرضا منه جل وعلا في كل ما يقسمه له سواء من خير أو بلاء أو غير ذلك ، ومع هذا كله فلقد ورد في عدة أحاديث مروية عن أهل بيت العصمة أن رأس طاعة الله تعالى الصبر والرضا عن الله تبارك وتعالى . فلقد جاء في الحديث الشريف عن علي بن الحسين أنه قال : " الصبر والرضا عن الله رأس طاعة الله ، ومن صبر ورضي عن الله فيما قضى عليه فيما أحب أو كره ، لم يقض الله عز وجل له فيما أحب أو كره إلا ما هو خير له " لأنه سبحانه وتعالى كما ورد في بعض الأخبار - عند حسن ظن عبده المؤمن به ، إضافة إلى أن الله سبحانه لا يختار لعبده إلا ما فيه خيره ومصلحته ، وإن خفيت تلك المصلحة على العبد لمحدوديته وقصوره عن الإحاطة بمصالحه ومفاسده . وجاء في حديث آخر عن أبي عبد الله قال : إن أعلم الناس بالله أرضاهم بقضاء الله عز وجل .
فمن خلال هذا الحديث وأحاديث أخرى يظهر مقام الزهراء سلام الله عليها العلي حيث أنها كانت راضية عن الله تعالى بكل ما قدر لها من خير وبلاء ، وهذا ينم عن الحالة الإيمانية عند فاطمة ، فبملاحظة اسمها هذا - الراضية - باعتبار أنه اسم معروفة به عند الله تعالى والله لا يعطي هذا الاسم إلا لمن حاز على مرتبة شريفة وسامية ، فبملاحظة أمور أخرى في حياتها سلام الله عليها يتضح ويظهر أنها كانت ذا مرتبة علمية وعرفانية بلغت أوج عظمتها ، وكما ورد على لسان المعصوم " نحن حجج الله على الخلق وجدتنا فاطمة حجة الله علينا " والحجة لا يكون على الآخرين إلا إذا كان ذو مقام علمي وسامي على الآخرين وإلا لا يكون حجة على غيره . إذن فاطمة كانت راضية وهذا يظهر من خلال أبسط تأمل لحياتها وما جرى عليها من الظلم والأذى ، وبما قدر لها من مرارة الدنيا ومشقاتها ومصائبها وبلاياها . وبمراجعة بعض الروايات في المقام يظهر أن هناك حالة ترابط بين اسم الصديقة لفاطمة وبين اسمها الراضية ، فهناك حالة تلازم كما يظهر من الحديث الذي سوف أنقله إليك بين حالة الرضا بقضاء الله تعالى وبين الصديق الذي يكون عند الله بهذا المقام ، فلقد روي عن أبي عبد الله أنه قال : " قال الله عز وجل : عبدي المؤمن لا أصرفه في شئ إلا جعلته خيرا له ، فليرض بقضائي ، وليصبر على بلائي ، وليشكر نعمائي أكتبه ، أكتبه يا محمد من الصديقين عندي " .

وتمام هذا الحديث منطلق على سيرتها الذاتية فهي كانت راضية بقضاء الله تعالى وصابرة على ما جرى عليها من الظلم والهوان ، وكانت شاكرة لله تعالى فالشكر يدل على الرضا ، وبملاحظة أسماء الزهراء في الرواية المتقدمة في أول الفصل نجد أن من أسماءها الصديقة وأن من الأسماء الأخرى لها هو الراضية ، إذن الرضا يؤدي بالعبد إلى درجة الصديقين ، والزهراء من خلال استقراء حياتها وسيرتها الذاتية نجد أنها كانت راضية بكل ما قدر الله لها ، فهي إذن صديقة وهذا من أفضل البراهين على أنها كانت صديقة .

أما من خلال الأحاديث والأقوال الواردة في المقام فهي كثيرة والتي من خلالها بينت أن فاطمة سلام الله عليها كانت الراضية ، وكما قلنا أن سيرتها الذاتية طافحة بالأحداث الكثيرة التي أثبت أنها كانت راضية بما قدر الله لها ، فعن علي بن أعبد قال : قال لي علي رضي الله عنه : ألا أحدثك عني وعن فاطمة بنت رسول الله وكانت من أحب أهله إليه ؟ قلت : بلى قال : إنها جرت بالرحى حتى أثر في يدها ، واستقت بالقربة حتى أثر في نحرها ، وكنست البيت حتى اغبرت ثيابها ، وأوقدت القدر حتى دكنت ثيابها ، وأصابها من ذلك ضر ، فأتي النبي خدم ، فقلت : لو أتيت أباك فسألته خادما . فأتته فوجدت عنده حداثا ، فاستحيت فرجعت ، فأتاها من الغد ، فقال : ما كان حاجتك ؟ فسكتت ، فقلت : أحدثك يا رسول ، جرت عندي بالرحى حتى أثر في يدها ، وحملت القربة حتى أثر في نحرها وكسحت البيت حتى اغبرت ثيابها ، [ و ] أوقدت القدر حتى دكنت ثيابها ، فلما جاءك الخدم أمرتها أن تأتيك فتستخدمك خادما يقيها حر ما هي فيه . قال : اتقي الله يا فاطمة ، وأدي فريضة ربك ، واعملي عمل أهلك ، إن أخذت مضجعك فسبحي ثلاثا وثلاثين ، واحمدي ثلاثا وثلاثين ، وكبري أربعا وثلاثين ، فتلك مائة ، فهي خير لك من خادم . فقالت : رضيت عن الله وعن رسوله ، ولم يخدمها .

ولقد ذكر المولى محمد علي الأنصاري شارح الخطبة ، في مسألة رضاها سلام الله عليها ومسألة من وجوه اقتضاها حال الرواية حيث قال : وإطلاق الرضية لرضاها عن الله ورسوله حين ذهبت إلى النبي فطلبت منه خادمة وقالت : لا أطيق على شدائد أشغال البيت ، فعلمها النبي تسبيح فاطمة وبشر لها بثوابه ، فقالت ثلاثا : رضيت عن الله ورسوله . فرجعت إلى بيتها فقالت : طلبت من أبي خير الدنيا ، فأعطاني خير الآخرة . أو لرضاها عن الله تعالى فيما أعطاها من القرب والمنزلة وطهارة الطينة وغير ذلك من المراتب والعالية في الدنيا والبرزخ والآخرة من حيث الجاه والمنزلة النعمة والشرف والفضيلة . أو لرضاها عنه تعالى في جعل الشفاعة الكبرى بيدها من الانتقام من قتلة ولدها في الدنيا والآخرة .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
أسماء وألقاب الزهراء عليها السلام
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» في ذكر سبب أستشهاد الامام الحسن عليه السلام
» ألقاب امير المؤمنين علي عليه السلام
» دسيسة معاوية واغتياله الامام الحسن عليه السلام

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الموقع الرسمي للشاعر محمد الحسيني :: الموقع الرسمي للشاعر محمد الحسيني :: المقالات :: المقالات الدينية-
انتقل الى: